كيف يخبرك جسمك أنه جائع؟

الجوع x الشهية

الجوع هو إحساس فيزيولوجي معقد يرتبط غالباً بالحاجة إلى الطعام، و ينشأ تحديداً في منطقة الغدة الواقعة تحت المهاد في الدماغ، بسبب انخفاض هرمون اللبيتين الذي تفرزه الخلايا الدهنية وتزيد من مستواه في الدم عند تناول الطعام مباشرة، ولكن بعد فترة من تناول الطعام تبدأ نسبة هرمون اللبيتين بالتناقص مقابل ارتفاع هرمون الجرلين الذي تفرزه المعدة والأمعاء والذي يؤدي بصورة مباشرة إلى تنبيه العصب المبهم في الدماغ لبدأ إنذارات الإحساس بالجوع، يبدأ عادة الإحساس بالجوع بعد تناول آخر وجبة بساعتين تقريباً ولكن يمكن لرائحة الطعام أو لصورة طبق مفضل أو حتى تخيل مشهد الطعام أن يؤدي لنفس أعراض الشعور بالجوع.

الطعام وقود الحياة!

بعد تناول آخر وجبة طعام لمدة تتراوح بين 12- 24 ساعة تبدأ المعدة بالتقلص، ويستمر كل تقلص مدة 30 ثانية ليتبعها الشعور بآلام الجوع التي تستمر من نصف ساعة حتى ساعة ونصف

تكون آلام الجوع في ذروتها بعد البقاء لثلاثة أيام بدون طعام ثم تبدأ بعد ذلك بالهبوط وإن كانت لا تختفي تماماً حتى يحصل الجسم على حاجته من الطعام والعناصر الغذائية الضرورية

في المراحل الأولى من الإحساس بالجوع أو العطش تزيد الحركة والنشاط سواء عند الإنسان أو عند الحيوانات لدفعه لإيجاد الطعام ولكن بعد فترة يبدأ الجم بالهبوط وتبدأ علامات التعب والإعياء بالظهور عليه.

 

هل تصدق أنه وفي كل ثانية يفقد حوالي 4000 شخص حياتهم بسبب الجوع!!

 

هل الجوع أم الشهية هو ما يدفعنا إلى تناول الطعام؟ في حقيقة الأمر يمكننا اعتبار أن المؤثرين معاً هما السبب في التوجه نحو الطعام، مع التأكيد على أن الجوع عملية تختلف تماماً عن الشهية ولا يمكن أن يؤديا إلى ذات المعنى بأي حال من الأحوال.

فالجوع هو حاجة فيزيولوجية للطعام تحدث نتيجة نقص الجلوكوز في الدم بعد فترة معينة من تناول الطعام مما يؤدي إلى نقص مباشر في الطاقة اللازمة للجسم.

بينما الشهية هي حاجة أو انعكاس نفسي يحدث عند رؤيتك لطعام لذيذ أو عندما تداعب أنفك رائحة طعام تفضله، مما يؤدي إلى استجابة نفسية لا إرادية يصاحبها إحساس فيزيولوجي مثل زيادة إفراز اللعاب أو حدوث انقباضات في المعدة.

ويكمن الفرق بين الجوع والشهية تماماً عند ما يُعرف حد الشبع، على سبيل المثال في حالة الجوع يكتفي الجسم بطبق واحد لكن الشهية هي السبب وراء تناول المزيد استجابة لـ حلاوة المنظر أو لذة الطعم!

 

كيف تؤثر الجغرافيا على إحساسنا بالجوع!

الموقع الجغرافي الذي يتواجد فيه الإنسان وتأثره بالمناخ في تلك المنطقة ينعكس بصورة مباشرة على الإحساس بالجوع.

فشعور الإنسان بالجوع يزيد في الأماكن الباردة ويميل عندها للأصناف التي تحتوي على سعرات حرارية أعلى الحلويات والأطعمة الدسمة التي تعمل على تدفئة الجسم بصورة أكبر،

بينما سكان المناطق الحارة تكون شهيتهم أكبر تجاه الأطعمة الخفيفة والسلطات والعصائر الباردة والفاكهة بأنواعها.

 

ما هي التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث في الجسم عندما نشعر بالجوع؟

المعدة:

بعد ساعتين من التوقف عن تناول الطعام تكون المعدة قد أتمت عمليات الهضم لتبدأ بالتقلًص لدفع الطعام المتبقي إلى الأمعاء، وتمتد هذه الانقباضات على طول الأمعاء بهدف تحريك الطعام لكن عندما تصبح المعدة خالية تؤدي الانقباضات لعصر الهواء مما يؤدي صدور أصوات مسموعة تصل لدرجات محرجة في بعض الأحيان.

الدم:

الهدف الرئيسي من الطعام هو حصول الخلايا على الطاقة اللازمة لها، يحول الجهاز الهضمي الطعام إلى الجلوكوز الذي يلتقي بدوره مع الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس والذي يساعد الجلوكوز على الوصول إلى الخلايا للحصول على حاجتها اللازمة لأداء الوظائف المختلفة، يخزن الفائض من الجلوكوز في الكبد لحين الحاجة، وبعد مرور حوالي 4 ساعات يبدأ مستوى الجلوكوز في الدم بالانخفاض مسبباً شعوراً بالضعف والهبوط  يدفعنا نحو الطعام من جديد.

الدماغ:

يؤدي الإحساس بالجوع إلى حالة من الاضطراب والاندفاع، تنخفض القدرة على التركيز وعلى اتخاذ القرارات الصائبة، لذا تنبه لتصرفاتك واحذر اتخاذ أي قرار وأنت جائع!

كيف نتغلب على الشعور بالجوع؟

نتيجة لكل ما توصلت له نتائج الدراسات عن الشعور بالجوع بدأت فكرة التغلب على الشعور بالجوع والتخفيف منه ووضع برامج تحدد عدد الوجبات اليومية وأوقاتها، والتي كان الإجماع على ضرورة تقسيم الوجبات اليومية إلى أربع: الفطور، الغداء، وجبة خفيفة بعد العصر ووجبة العشاء.

ومن المضر جداً بالصحة والشائع بكثرة أن يكتفي الشخص بثلاث وجبات أو وجبتين طوال اليوم أو حتى وجبة واحدة يتناولون فيها الطعام حتى الوصول لحد التخمة مما ينتج عنه اضطراب في مستويات الجلوكوز في الدم التي يقل إفرازها بعد الساعة الرابعة عصراً، مما يؤدي للشعور بالحاجة للمزيد من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية الزائدة لتجاوز شعورهم بالجوع.

أخيراً … كيف يحصل الإحساس بالشبع؟

في الدماغ وفي المنطقة الواقعة أعلى الحبل الشوكي توجد غدة صغيرة تحتوي على ما يمكن تسميته مركز الشهية  وهي المنطقة التي تصنع بها الهرمونات والعناصر الكيميائية التي تتحكم بالجوع والشهية، وهي تقوم باستقبال إشارات من المعدة ومن الدم أن لا حاجة لمزيد من الطعام لقد اكتفيت!

الآن لابد أنك قد بدأت تشعر بدأت الجوع … على الأرجح ليس بسبب الحاجة للطعام لكن قراءتك للمقال هي بمثابة فاتح للشهية!!

هل وجدته مفيداَ؟ شاركه الآن.